تعريف التاريخ

( وتلك الأيام ندوالها بين الناس ) أل عمران 140

( لقد كان في قصصهم عبرة لاولي الألباب .. ) صدق الله العظيم

تعريف التاريخ :التاريخ بالهمز أو تسهيل الهمز التاريخ .. وهو لفظ عربي خالص والتاريخ أيضا

قيل لفظ فارسي ، وقيل لفظ

عبري مأخوذ من كلمة ( يرخ ) ومعناه القمر أو الشهر ولكن الأصح بأن الكلمة مشتقة من الإرخ بكسر الهمزة

وتعني وليدة البقر . وربما كان الإرتباط بين ولد البقرة ولفظ التاريخ قد أتى من أن الوليد ولد أو دخل الزمن أو

نشأ ، أو إبتداء الحياة وكذلك يهتم التاريخ بالنشأة والميلاد والتطور عبر الزمن .

والتاريخ في اللغة :

هو الإعلام بالوقت ، يقال أرخت الكتاب أي بينت وقت كتابته ، وقد يدل تاريخ الشيء على غايته ووقته الذي

ينتهي إليه زمنه ، ويلتحق به ما يتفق من الحوادث والوقائع الجليلة . وهو بالتالي فن يبحث عن وقائع الزمان

من ناحية التعيين والتوقيت وموضوعه الإنسان والزمان ، ومسائله أحواله المفصلة للجزئيات تحت دائرة الأحوال

العارضة للإنسان وفي الزمان .

والتاريخ في الإصطلاح :

هو سجل ناطق بالأحداث التي عاشها الأنسان منذ أن بدأ حياته على الأرض .

وفي مصطلح أخر : هو ربط الأحداث بالزمن أو وضع علامات على مسيرة الزمن لتحديد وقت وقوع الأحداث كما

توضع العلامات على الطريق .

* ويعرف المؤرخ خليفة بن خياط التاريخ بقوله : التاريخ عرف الناس أمر حجهم وصومهم وإنقضاء عدد نسائهم

ومحل ديونهم .

* وأشهر تعريف للتاريخ للعالم والمؤرخ المسلم أبن خلدون ( الرائد في علم التاريخ ) :

أن للتاريخ معنيين ظاهر

وباطن : في ظاهره لا يزيد على الأخبار عن الأيام والدول والسوابق من القرون الأوول تنمو فيها الأقوال

وتضرب فيها الأمثال - وفي باطنه نظر وتحقيق وتعليل بكيفيات الوقائع وأسبابها فهو لذلك أصيل في الحكمة

عريق .

* تعريف المقريزي : التاريخ هو الاخبار عما حدث في العالم في الزمن الماضي .

* أما التعريف الحديث للتاريخ في نظر العالم السيد قطب : أن التاريخ ليس هو الحوادث وإنما هو تفسير

الحوادث .

أما تعريف الحضارة وهي تعتبر للمسلمين ظاهرة في العصور الوسطى من التاريخ أو النشأة حيث ظهر الإسلام

أنذاك ، ويقول أبن خلدون : هو أحوال زائدة على الضروري من أحوال العمران ، وبمعنى أخر رفاهة العيش ،

وفي رأي أخر أيضاً يقول : أن هناك حالة تقابل الحضارة هي ما يسميه : بالملك ، ويقصد به السيادة ، فالملك

في رأيه هو ضرورة لاذدهار العمران . وهذا استدراك حكيم من أ[ن خلدون يدل على فهمه في أن الحضارة لا

يكفي أن تكون في الحضر ، ولكن يجب أن تلازمها سيادة ، وبمعنى آخر نظام واستقرار ، حتى تنمو وتزدهر

وتتطور .

ملاحظة : ويقصر أغلب المؤرخين معنى التاريخ على بحث واستقصاء حوادث الماضي ، كما يدل على ذلك لفظ

( historia ) المستمد من الأصل اليوناني القديم ، أي كل ما يتعلق بالإنسان منذ بدأ يترك آثاره على الصخر

والأرض ، بتسجيل أو وصف أخبار الحوادث التي ألمت بالشعوب والأفراد . وقد تدل كلمة تاريخ على مطلق

مجرى الحوادث الفعلي الذي يصنعه الأبطال والشعوب ، والتي وقعت منذ أقدم العصور ، واستمرت وتطورت

في الزمان والمكان حتى الوقت الحاضر .

وكأن التاريخ يقول للعالم (( لا أعتقد أن هناك شيئاً قط على وجه الأرض غريباً عني ))

والأهم في التاريخ هذا السؤال ماذا تفيدنا دراسة تاريخنا : وهنا يقول أبن الأثير :

إن من إليهم الأمر والنهي إذا وقفوا على مافي وقائع التاريخ من سيرة أهل الجور والعدوان ، وما ترتب عليها

من فساد وخراب وهلاك ، استقبحوها وأعرضوا عنها . وإذا رأوا سيرة الولاة العادلين وحسنها ، وما فيها من

من الذكر الجميل بعد ذهابهم وأن بلادهم وممالكهم عمرت ، وأموالهم درت ، استحسنوا ذلك ورغبوا فيه ،

وثابروا عليه .

أما بالنسبة للحضارة الفرعونية والفينيقية ما هي إلا جزء لا يتجزاء من إحدى نواحي التاريخ والحضارة

بل وتعد من الأمم الطاغية البائدة على مر التاريخ ومن خلال دراستنا في هذا المجال ما كان منهم

سوى الرمز للعبودية والإلوهية والتي تجسد بكل فن في صنع المقابر والمحافظة على ثلة من ( الاسرات )

المتجبرة والتي تمثلة في ( فرعون ) الطاغية المتجبر على شعبه وقومه وكذلك قد تجبر على الله

رمسيس الثاني الذي كان له باع طويل في تحديه مع الله عز وجل . وأترك نصوص القرأن الشاهد الباقي

والتاريخ الأصيل الباقي إلى يوم يبعثون على ما صنعه هذا الرجل وغيره ... ألخ