الفراشة هي حشرة من رتبة ليبيدوبترا، وتنتمي إلى فوق عائلة هسبيرواوديا (الهيريه) أو بابيلونوديا (باقي الفراشات).
الفراشات
الفراشات أنواع وأشكال وألوان، والفراشات هي أكثر الحشرات تألقاً، وعند بلوغها فإن الكثير منها تعيش أجنحتها لعدة أسابيع فقط، حتي فترة التزاوج ومولد الأجيال الجديدة منها.
وبعض من هذا الفراشات تقضي حياتها كيرقة سوداء شائكة، تنمو وتعيش لأسابيع قليلة _ هي فترة تألقها_ كفراشة ذات نقش برتقالي رائع.
ومنها الكبيرة البيضاء، وهي تعرف أيضاً باسم (الكرنبه البيضاء) فطعم يرقة الفراشة مثل الكرنب.
ومنها ذات الشعر المخطط الأرجوانية، ولون أجنحتها كألوان قوس قزح، وهي تطير عالياً جداً.
وفراشة (Morpho) أو ذات الشكل المعين، وهي واحدة من أكبر الفراشات في العالم، وأجنحتها تصدر ومضات مضيئة عند انتقالها من شجرة إلي أخرى.
وفراشة (أبوللو)، تطير بوميض من زهرة إلي أخرى، عبر منحدرات الجبال والتلال والحقول، والفراشة الصغيرة النحاسية, وتعرف بأجنحتها الأمامية النحاسية اللون التي تميل إلي اللون البرتقالي، تطير فوق الأراضي المتعشعة والحدائق، توتير بشرعة فائقة.
وفراشة الأميرة الحمراء (الأميرال)، وهي واحدة من أكثر الفراشات حجماً وأواناً، وهي فراشة سريعة وقوية، تقطع مشاحات شاسعة عند هجرتها.
والفراشة الزرقاء التقليدية، وهي تطير دائماً في جو الحدائق والأراضي الخضراء.
هناك فراشات تنشط نهارا سيما في الاجواء الربيعية حيث يطيب لها التنقل وامتصاص رحيق الورود ومنها من ينشط ليلا فنلاحظه عندما ينجذب إلى الاضواء أو إلى النوافذ المضيئة.
منظر الفراشة الذي يستهوينا صغارا وكبار هو ليس بالضبط منظرها الذي نحب رؤيته عند الولادة إذ تمر الفراشة باطوار تتبدل فيها اشكالها حتى تصبح على ماهي عليه فعند فقصها من البيضة تكون دودة زاحفة يطيب لها التغذي على بعض اوراق الاشجار ثم في مرحلة أخرى تتوقف عن الطعام وتختار لها مكان آمن للتشرنق حول نفسها
تستمر فترة الشرنقة من اسبوع إلى اسبوعين وأحيانا في بعض الأنواع تتشرنق حتى حلول موسم الربيع داخل الشرنقة تحدث عملية تغيير جذري في خلايا المخلوق ليأخذ شكل الفراشة الذي نعرفه وعندما يحين الوقت للخروج تتنتفخ الشرنقة لتسهل عملية النبثاق التي قد تستمر لساعات
ألوان الفراشة
للفراشة الوان متعددة وجميلة ومرسومة باشكال هندسية بديعة وهذا بفضل صبغيات الوان تفرزها الفراشة وبفضل عواكس دقيقة تعكس ضوء الشمس فتصدر عنها الوان رائعة
تعيش الفراشة في كافة أنحاء العالم لكن أكثر الأنواع توجد في الغابات المدارية المطرية. وتعيش أنواع أخرى من الفراشات في الحقول والغابات كما يعيش البعض منها على قمم الجبال الباردة والبعض الاخر في الصحاري الحارة ويهاجر كثير من الفراشات لمسافات طويلة لقضاء الشتاء في المناطق الدافئة.
الفراشة واحدة من أجمل الحشرات قاطبة، ولذا فُتن الناس بجمال جناحيها الرقيقين الجذابين. وكان جمال هذه الفراشة مصدراً من مصادر إلهام الفنانين والشعراء، واستحوذت هذه الحشرة الجميلة على مساحة واسعة في المعتقدات الدينية عند بعض الشعوب القديمة، حيث كان قدماء الإغريق يعتقدون بأن الروح تغادر الجسد بعد الموت، على شكل فراشة، ولذا كانوا يرمزون الى الروح بفتاة لها جناحا فراشة تسمى بشيسه. تعيش الفراشات في كل أنحاء العالم، ولكن أكثر الأنواع توجد في الغابات المدارية المطيرة. وتعيش أنواع أخرى من الفراشات في الحقول وعلى قمم الجبال الباردة والبعض الآخر في الصحارى الحارة. وتهاجر فراشات كثيرة لمسافة طويلة لقضاء الشتاء في المناطق الدافئة.
يوجد نحو 20،000 نوع من الفراشات، أكبرها فراشة جناح طائر الملكة الكسندرا، التي تعيش في بابوا غينيا الجديدة، ويبلغ طول جناحيها 28 سم. ومن أصغر الفراشات، الفراشة القزمة الزرقاء الغربية التي تعيش في قارة أمريكا الشمالية، ويبلغ مدى جناحيها ما يقرب من سنتيمتر واحد. وتتلون الفراشات بكل ما يمكن تخيله من الألوان، فقد تكون ذات ألوان زاهية أو باهتة أو براقة ومنسقة، وبأنماط خيالية باهرة.
تنشط معظم الفراشات نهاراً، وتوجد لدى معظمها عقد في النهاية الطرفية لكل من قرني الاستشعار. كما أن لمعظمها جسماً نحيلاً غير مغطّى بالشعر، وهي تخلد الى الراحة وجناحاها منتصبان أعلى الجسم.
تبدأ الفراشة حياتها على شكل بيضة صغيرة جداً، ثم تفقس لتخرج منها يرقة اليسروع التي تقضي معظم وقتها في الأكل والنمو ولكن جلدها لا ينمو، ومن ثم فعليها أن تخلعه، وتجدِّده بجلد أكبر حجماً من سابقه. وبعد أن يكرر اليسروع هذه العملية مرات عدة، فإنه يبلغ أقصى حجم له، فيتحول الى شرنقة أو قشرة واقية. وتجري داخل الشرنقة تغيرات محيرة، إذ تتحول اليرقة الدودية الشكل الى فراشة جميلة المنظر، ثم تنشق القشرة فينفتح الطريق أمام الفراشة اليافعة، فتخرج منها. وفور خروجها تفرد جناحيها وتطير باحثة عن الأليف بغرض التناسل والتكاثر وإنتاج جيل آخر من الفراشات.
وليساريع الفراشات أجزاء فم قارضة تستخدمها في قضم أوراق النباتات، والأجزاء الأخرى للنباتات، ولذا تعد بعض اليساريع من الآفات، لأنها تدمر المحاصيل. وأكثر تلك الآفات هو يسروع فراشة الكرنب البيضاء، الذي يتغذى بمحاصيل الكرنب، والقرنيط، والنباتات الأخرى القريبة الصلة من الكرنب.
أما الفراشات المكتملة النمو فلديها أجزاء فم ماصة، وتتغذى برحيق الأزهار. ولذا فهي ليست ضارة بالمحاصيل بل هي على نقيض ذلك نافعة، حيث إنها تساعد على تلقيح الأزهار، إذ تلتصق حبوب اللقاح بأجسامها عند وقوفها على الأزهار لامتصاص الرحيق. وتنتقل حبوب اللقاح الى زهرات أخرى تغشاها الفراشات نفسها لأخذ الرحيق منها.
[أنواع الفراشات
صنف العلماء آلاف الأنواع من الفراشات الى فصائل تبعاً للتراكيب الجسدية المتنوعة التي يشيع وجودها في تلك الحشرات، وتشمل الفصائل الرئيسية منها الأنواع التسعة الآتية: 1- الواثبات 2- الزرقاوات والنحاسيات والمخططات 3- ذوات الأقدام الفُرْشِية 4- الكبريتيات والبيضاوات 5- ذوات العلامات المعدنية 6- الساطيرات وحور الغاب 7- الفراشات خطافية الذيل 8- فراشات الصقلاب 9- الفراشات ذوات الخُطُم.
والواثبات مجموعة من الفراشات تختلف عما عداها من المجموعات بنقطتين رئيسيتين ويوجد ما يقرب من 3500 صنف من الواثبات، تعيش في كل أجزاء العالم، باستثناء المناطق القطبية، وأخذت الواثبات اسمها العام من الطريقة التي تثب بها مسرعة ومندفعة أثناء الطيران أما الزرقاوات والنحاسيات والمخططات فيوجد منها نحو 4000 نوع في جميع أنحاء العالم، وهي تعيش في كل البيئات تقريباً، وبما أنها فراشات صغيرة الجسم فإن أسماءها تعبر عن أشكالها. فالزرقاوات لها ألوان زرقاء لامعة، أو بنفسجية، والنحاسيات ذوات ألوان حمراء برتقالية زاهية، وفي ما يتعلق بذوات الأقدام الفُرشية فيوجد منها ما يقرب من 3500 نوع تعيش في كل مكان بالعالم فيما عدا القمم الثلجية القطبية والصحارى شديدة الجفاف. ولهذه الحشرات أرجل أمامية قصيرة تُسمى الأقدام الفرشية تحتوي على أعضاء تساعد الحشرات في تحديد موضع الغذاء. ولمعظم ذوات الأقدام الفرشية ألوان براقة توجد على السطح العلوي للجناح، وألوان داكنة على سطحه السفلي.. وينتمي لهذه الفصيلة بعض الفراشات المعروفة جداً مثل نائب الملك والأدميرال الأحمر وجمال كامبرويل والباشا ذو الذيلين. وتحتوي فصيلة الكبريتيات والبيضاوات على ما يقرب من 1000 نوع تقريباً. وتوجد في جميع أنحاء العالم ولكن يعيش معظمها في المناطق المدارية. ويتدرج اللون في الكبريتيات من الأصفر الفاقع الى البرتقالي. وقد اشتق اسم الكبريتيات من اللون الأصفر المعدني الذروري، وأجنحة معظم الكبريتيات ذات حواف سوداء، وللبيضاوات أجنحة بيضاء، وقد تنتشر عليها بقع حُمر أو صُفر أو سود أو بنية اللون. وأكثر البيضاوات شيوعاً فراشة الكرنب البيضاء التي يمثل يسروعها أخطر الآفات الزراعية. وتنتمي ذوات العلامات المعدنية الى فصيلة تحتوي على ما يقرب من 1000 نوع تقريباً منتشرة في جميع أنحاء العالم، وخاصة في قارة أمريكا الجنوبية. وقد اشتق اسمها من العلامات المعدنية الموجودة على أجنحة معظم الأنواع. وذوات العلامات المعدنية المدارية فراشات ذات تراكيب وأشكال لونية تفوق الخيال. وتتفاوت ألوان ذوات العلامات التي تعيش في أمريكا الشمالية من اللون الأحمر الفاقع الى البني الغامق.
أما الساطيرات وحور الغاب فتضم ما يقرب من 800 نوع تقريباً، يعيش معظمها في المناطق المدارية، وبعضها في المناطق الجبلية العالية، وفي المناطق القطبية. ولدى فراشات هذه المجموعة أرجل أمامية قصيرة، وتطير على ارتفاعات منخفضة قريباً من الأرض. ولدى معظمها أجنحة بنية منقطة تعرف بالبقع العينية، وتحتوي خطافية الذيل على ما يقرب من 600 نوع من الفراشات، منتشرة في كل أنحاء العالم، ولكن يوجد معظم الأنواع في المناطق المدارية. والفراشات خطافية الذيل من أكبر وأجمل الفراشات في العالم، وهي تشمل الفراشة الإفريقية خطافية الذيل العملاقة التي يصل مدى جناحيها الى 25 سم. ويبلغ عدد فراشات الصُّقلاب ما يقرب من 200 نوع وهي فراشات كبيرة بطيئة الطيران، وذات أرجل أمامية قصيرة جداً، وتتفاوت ألوانها من البرتقالي الى البني، وأجنحتها ذات عروق وحواف سوداء ولديها بقع بيضاء. ولكن بعض الأنواع الإفريقية والآسيوية إما زرقاء أو بنفسجية أو بيضاء ولكنها ذات علامات بنية. وتتغذى يساريع هذه الفصيلة بنباتات الصقلاب. وتشمل نباتات الصقلاب الفراشة الملكية الشهيرة التي تعيش في أمريكا الشمالية. وهي واحدة من أعظم الرحالة في الطبيعة، حيث انتقلت عبر المحيط الهادئ في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين الى ما وصلت قارة استراليا.
[الأجسام والأجنحة]
تشارك الفراشات بقية الحشرات في خصائص جسدية معينة، مثل الهيكل الخارجي الصلب الذي يدعم الجسم ويحمي الأعضاء الداخلية. وأجسام الفراشات مثلها مثل أجسام بقية الحشرات، مقسمة الى ثلاث مناطق هي: 1- الرأس 2- الصدر 3- البطن.
ويتركز في الرأس مركز الإحساس لأنه يحمل كلاً من: العينين وقرني الاستشعار وأجزاء الفم. وللفراشة عينان مركبتان على جانبي الرأس. وتتكون العين من آلاف العديسات الصغيرة، حيث تمكن كل عديسة الحشرة من رؤية جانب واحد من الوسط الموجودة فيه. ويجمع الدماغ الصور المختلفة التي تراها العديسات في صورة واحدة.
أما قرنا الاستشعار فهما زوج من القرون الطويلة النحيلة ينموان بين العينين المركّبتين، وهما عضوا الشم وتستعملهما الفراشة لتحديد مكان الطعام وللعثور على الأليف، وربما يعملان كذلك كعضوي سمع ولمس. وتستعمل الفراشة خرطومها لامتصاص الرحيق، وتساعده على ذلك عضلات توجد في الرأس. وتسحب الرحيق الى تجويف في الرأس، وعندها يغلق غطاء في مؤخرة الخرطوم فيمنع خروج الرحيق، بينما تدفع عضلات أخرى الرحيق الى داخل معدة الفراشة.
والصدر هو الجزء الأوسط من جسم الفراشة، ويربطه مع الرأس عنق صغير رقيق ويلتصق بالصدر كل من: الأجنحة والأرجل. وللفراشة زوجان من الأجنحة، زوج أمامي وزوج خلفي. وتعمل شبكة من الأوعية تجري عبر الأجنحة، ومليئة بالهواء، كدعامات للأجنحة، مما يدفع الهواء الى الخلف والفراشة الى الأمام، بينما تمنح حواف الأجنحة الأمامية الارتفاع للحشرة أثناء طيرانها الى الأمام.
ولا يمكن للفراشات الطيران، إذا كانت درجة حرارة أجسامها أقل من 30م. وحينما تكون درجات حرارة الهواء حولها أقل من هذه الدرجة، يتعين على الفراشات تسخين عضلات الطيران، إما بتعريض أجسامها للشمس، أو بهز أجنحتها هزاً متواصلاً، وبذلك تمتص عضلات الطيران الحرارة الكافية التي تجعل الطيران ممكناً.
ولو نظرنا بدقة الى أجنحة الفراشات فسنرى أمامنا أجنحة متناظرة الشكل ومن دون قصور، فهذه الأجنحة الشفافة، بأشكالها، ونقاطها، والألوان التي تجملها خلقت كلوحات مرسومة أمامنا بل إنها تمثل شيئاً فوق العادة وليست هناك على وجه الأرض فراشة أجنحتها من دون نظام، الأمر الذي يدل على عظمة خلق الله سبحانه وتعالى.
وتغطي أجنحة الفراشة حراشف دقيقة مسطحة متداخلة فيما بينها، وهذه الحراشف مصدر الألوان والتشكيلات الرائعة الموجودة في الأجنحة. وللفراشة ثلاثة أزواج من الأرجل، ولكل رجل خمسة مقاطع رئيسية، توصل بينها مفاصل تُمكّن الحشرة من تحريك أرجلها في مختلف الاتجاهات. وللفراشات أرجل ضعيفة ولذا لا تستطيع السير إلا لمسافات قصيرة فقط. وتستطيع الفراشات فرشية الأرجل تمشيط أوراق النبات بأرجلها الفرشية لتحدد ما إذا كان هذا النبات مصدراً جيداً للغذاء أو مكاناً مناسباً لوضع بيضها.. ومن الغرائب أن حاسة التذوق لدى الفراشات في قدميها.
[إشارات التزاوج
تتمركز حياة الفراش المكتمل النمو حول التكاثر، وتبدأ دورة التكاثر بالمغازلة، التي يبحث فيها الفراش عن أليف وإذا نجحت المغازلة يتم التزاوج. وتستعمل الفراشات حاستي البصر والشم في البحث عن الأليف، ويصدر الذكر أو الأنثى إشارات من نوع خاص أو بترتيب خاص. فإذا أدر فراش ما إشارات خاطئة، أو مجموعة من الإشارات بترتيب خاطئ، فلا يلقى استجابة قط.
وفي حالة المغازلة التي تعتمد على الإشارات البصرية يُظهر الفراش تشكيلات لونية معينة على أجنحته وبترتيب معين. ومعظم الإشارات البصرية تعتمد على انعكاس أشعة الضوء فوق البنفسجية من حراشف أجنحة الفراش. وهذه الإشارات لا تستطيع العين البشرية التقاطها، ولكن الفراشات تراها بوضوح. وتساعد هذه الإشارات البصرية الفراشات على التمييز بين الذكور والإناث، وبين الأنواع المختلفة.
ويتم قبول الفراش الذكر الذي يصدر رائحة مناسبة كأليف في الحال. وتأتي هذه الرائحة من مواد كيميائية طيّارة تسمى الفيرومونات، تفرزها حراشف معينة في الأجنحة.وقد يجذب الفيرومون الفراش من مسافة بعيدة. ويموت ذكر الفراش غالباً بعد التزاوج بفترة وجيزة ثم تطير الأنثى بحثاً عن المكان المناسب لوضع بيضها، ويتم وضع البيض عادة بعد ساعات قليلة من التزاوج.
وتمر كل الفراشات خلال دورة حياتها بأربع مراحل هي: 1- البيضة 2- اليرقة 3- الخادرة 4- الحشرة الكاملة النمو، وتسمى هذه العملية التي تتم خلال مراحل عديدة التحول.
[لتلوين الوقائي
للفراشات أعداء كثر من الحشرات والطيور، وللهروب من هؤلاء تستخدم الفراشات وسائل عديدة للدفاع عن النفس. ويهرب الكثير من الفراشات واليساريع من الأعداء عن طريق التكيف مع الوسط الذي تعيش فيه، ويسمى هذا النوع من الدفاع التلوين الوقائي. وللعديد من الفراشات دفاعات كيميائية، ففي أنواع معينة من الفراشات، خاصة خطافية الذيل، يوجد لليسروع عضو يقع خلف الرأس مباشرة، يطلق رائحة كريهة حين ينزعج. وتحصل بعض الفراشات على الحماية، سواء في الطور اليرقي أو في طور الحشرة الكاملة، لأن لها طعماً غير مستساغ لدى أعدائها، وذلك لأن يرقات كثير من تلك الفراشات تأكل نباتات ذات عصارات مُرة الطعم، أو سامة، وتتحرك تلك العصارات في أنسجة تلك الفراشات مما يجعلها ذات مذاق غير مرغوب فيه لدى الأعداء. ويسمى هذا النوع من الحماية التحذير اللوني، فالحيوان الذي التهم مثل تلك الفراشات من قبل يتجنب أكل واحدة أخرى لها اللون نفسه.
وهناك فراشات أخرى غير محمية تشبه الفراشات ذات الطعم غير المستساغ، ولا تستطيع الحيوانات المفترسة التمييز بينها وبين الفراشات ذات الطعم الرديء، ومن ثم تتجنب أكل أيّ منهما. ففي أمريكا الشمالية تشبه الفراشة نائبة الملك الفراشة الملكة في لونها، ولذا يتجنب الأعداء الفراشة نائبة الملك لأن طعم الفراشة الملكة غير مستساغ. وقد تشبه بعض الفراشات المحمية فراشات محمية أخرى. ونتيجة لهذا التشابه المتبادل تكتسب تلك الحشرات حماية مضاعفة.
السبات الشتوي والهجرة
لا تستطيع الفراشات أن تعيش حياة نشطة في الجو البارد، ولذا يتعين عليها إما السبات الشتوي في أماكن محمية أو الهجرة الى مناطق دافئة. وقد تمضي الفراشة مرحلة السبات الشتوي في طور البيضة، أو اليرقة، أو الخادرة، أو في الطور اليافع. وعادة ما يمضي النوع المعين من الفراشات فترة السبات الشتوي في طور معين، وفي معظم الأنواع في طور الخادرة.
وقبيل الدخول في مرحلة السبات الشتوي، ينتج دم اليرقة، أو الخادرة، أو الطور اليافع ما يسمى بالجليكولات، وهي مواد ذات صلة بمانعات التجمد التي تستخدم في السيارات، وتمكّن الجليكولات الحشرات من مقاومة أقصى درجات البرودة. وعندما يحل الجو الدافئ تُستبدل بالجليكولات بالتدريج مواد الدم العادية.
وتتجنب أنواع قليلة من الفراشات الشتاء القارس، بالهروب أو الهجرة الى مناطق دافئة ومن هذه الفراشات الملكة التي تعد من أبطال قطع المسافات الطويلة لأنها تسافر في جماعات كثيفة لمسافات تزيد على 3000 كم من كندا، وشمالي الولايات المتحدة الأمريكية الى كل من ولايتي كاليفورنيا وفلوريدا في جنوبي الولايات المتحدة الأمريكية وكذلك الى المكسيك.
وتمضي الفراشات فصل الشتاء في الراحة والمحافظة على طاقاتها استعداداً لطيران العودة في الربيع. وقد يعيش القليل من الأطوار المكتملة ليكمل رحلة العودة. وتضع الإناث الملكات بيضها خلال رحلة العودة، وتواصل صغارها بعد اكتمال نموها الرحلة نحو الشمال. ومن الفراشات المهاجرة الأخرى فراشات السيدة الملونة، والأدميرال الأحمر التي تهاجم بين قارة أوروبا وشمالي إفريقيا.
رحلة الفراشة الملكة
الفراشة الملكة الأمريكية الضخمة ليست مجرد فراشة جميلة ، كما أنها لاينقصها الذكاء ! فعندما يقترب الشتاء تهرب من البرودة القاسية. وتتجه نحو الجنوب ؛ بحثاً عن الدفء . وتعتبر الفراشة الملكة بطلة في قطع المسافات الطويلة ؛ فهي تسافر لمسافة تزيد عن 4800 كم ! ولايعرف العلماء نوعاً آخر من الفرشات في العالم يهاجر كل هذه المسافة .
تبدأ الرحلة مع بداية فصل الخريف ، عندما يبدأ الفراض الملكي - الموجود غرب سلسلة جبال الروكي - في الهجرة نحو ساحل كاليفورنيا ، وهناك تستريح على الأشجار العالية . وأما الفراش الملكي الموجود شرق سلسلة جبال الروكي فيتوجه نحو المكسيك ماراً بولاية تكساس الأمريكية . وإذا نظرت إلى السماء في ذلك الوقت ، فستراها ممتلئة بسحب كثيفة من أسراب تلك الفرشات العملاقة ، وبحلول شهر نوفمبر تكون الفرشات قد وصلت إلى سلسلة جبال وسط المكسيك ، وبعد هذه الرحلة الطويلة تهبط الفرشات على أشجار التنوب ، دائمة الخضرة ذات الشكل المخروطي .
ولسنوات عديدة لم يستطع أحد أن يحدد على وجه الدقة إلى أية منطقة بالمكسيك تهاجر تلك الفرشات . ولكنفي عام 1975 استطاع الباحثون معرفة الموقع الذي تهبط به الفرشات ! حيث وجدوا أسراباً من الفراش المكي تغطي المكان . ويقدر عدد الفرشات التي تصل إلى هناك سنوياً بنحو نصف مليار فراشة ! .
ولكن مالذي يدفع هذه الكائنات الرقيقة إلى الطيران كل هذه المسافة ؟ السر أن هذا الموقع في المكسيك مكان مثالي لقضاء الشتاء بالنسبة لفرشات الملكة في المكسيك حتى قدوم الربيع . وخلال شهر مارس تتوجه شمالاً . وعلى طول الطريق تضع الإناث البيض على نبات الصقلاب { حشيشة اللبن } ؛ وذلك لأن أوراقها هي الغذاء الوحيد الذي تتغذى عليه يرقات الفراش الملكي . والقليل من الفراش الملكي البالغ الذي يعيش طويلاً بما يكفي للعودة إلى الولايات المتحدة الأمريكية ، ولكن الغريب أن أبناءه ، بل وأحياناً أحفاده يتمون الرحلة .