أبن أله الشعر ( كاليوبه ) من أب أله هو ( أبولو ) أله المعرفة الإغريقي الشهير ، أورفيوس كان أشهر موسيقي عرفته الميثولوجيا اليونانية على الإطلاق في العالم القديم ، تخبرنا الأسطورة بأن أورفيوس كان يستطيع تحريك الحجر بموسيقاه وأن تغني الحيوانات معه حين يعزف ، تزوج أورفيوس من الحورية ( يوريدسي) الحورية اللعوب التي هربت مع أحد الغواة في ليلة عرسها من أورفيوس وفي أثناء هربها في الغابة لدغتها أفعى وماتت فورا ، أنصدم أورفيوس من الخبر حتى حزن حزنا شديد وأخيرا قرر أن يتبع حبيبته للعالم السفلي ( مملكة حادس )، وأستطاع بعذب ألحانه وتوسلاته أن يكسب رضا الأموات ويستعيد يوريدسي ثانية إلى العالم الأعلى ( عالم النور ) وتحت شرط من حادس ( أله العالم ألأسفل ) بأن أن لا ينظرا إلى الخلف حتى يخرجا من نطاق العالم الأسفل وعند أبواب الجحيم نظرت الحبيبة يوريدسي إلى الخلف فتلاشت تلك الحورية عن أنظاره لتعود للعالم الأسفل مرة الأخرى !!
المهم راح أورفيوس يهيم في الغابات جافيا وناسكا بعد أن هجر موسيقاه للأبد ، وبالقرب من مدينة ثراسيا قررن فتياتها أن ينتقمن من اورفيوس لأنه أحب تلك الحورية اللعوب وترك سيدات العالم ، وفي نوبة غضب مزقن أورفيوس وألقين رأسه وقيثارته في النهر ..
المصدر :
معجم الميثولوجيا الكلاسيكية اليونانية والرومانية ، جمع وترجمة كاظم سعد الدين ، دار المأمون للترجمة والنشر 2006 ، صفحة 321 .
الأسطورة ممتعة مثل بقية الأساطير اليونانية ولكن لماذا طلب حادس ( سيد العالم الأسفل ) هذا الشرط الغريب بعدم النظر للخلف وألا ستعود الحبيبة مرة أخرى للموت ؟؟
لزيادة الغرابة أكثر نجد مثل هذا الشرط في زاوية أخرى من التاريخ القديم وبالذات تحديد عند محطة القرآن الكريم الكتاب المصنف من الدرجة الأولى أو الممتازة قدسيا ، حيث ورد الأتي :
(( قالوا يا لوط إنا رسل ربك لن يصلوا أليك فأسر بأهلك بقطع من الليل ولا يلتفت منكم أحد إلا امرأتك أنه مصيبها ما أصابهم إن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب )) سورة هود الآية 81 ..وهناك بين طيات الكتاب المقدس القديم ذكرت في سفر التكوين في الآية 19 : 26 (( وتلفتت زوجة لوط السائرة خلفه فتحولت إلى عمود من الملح )) ..
التشابه بين قصة زوجة النبي لوط بمصدريها القرآني والتوراتي وزوجة أورفيوس واضحة .. وتحت نفــــــــــس الشرط ( عدم النظر للخلف )) !!!
ما هو المقصود من الخلف ؟؟؟ وحبكة الشرط غريبة جدا بالنسبة للقصتين في أعلاه ؟؟
السؤال الذي مزق عقلي هنا : كيف تسربت القصة إلى مسامع النبي محمد على الرغم من البعد الجغرافي بين الجزيرة العربية والجزر اليونانية ، هل سمعها محمد من التوراة أو أثناء رحلاته للشام وارتباطه الخفي والغير معلن مع علماء الغنوصية المنتشرين بشكل كبير في تلك الحقبة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ وكما هو معلوم بأن الغنوصية هي ثقافة مزيحة بين اليونانية والمسيحية والأفلاطونية الجديدة !!
المعادلة بدت أوضح هنا :
أورفيوس ...... موســـــــــى ....... محمد
الـتأثر اللاشعوري بالتراث القديم الذي تسربت مفرداته ضمن الكتب المقدسة !!! تلك العلة الكونية التي أصابت جميع أقطاب النبوة والتصوف بعدوى بدأت تنتقل حتى من خلالا مسامات الجلد ..
حبكة ( عدم النظر للخلف ) قد لا تفسر بسهولة هنا وما هو الغرض منها !! هل كان اختبار لزوجة لوط الفاسقة التي كانت تمتهن ( السحاق ) أو التجارة بالجسد الناعم على ما يبدو ، وكانت تقنع النبي لوط بعفتها وأنها من أهل السماء طوال عيشها معه !!! ولكن حكمة عدم النظر للخلف جاءت ككشف لها أمام هذا النبي الطيب القلب جدا والشفاف جدا جدا جدا !!!!
وقد تكون هناك إجابة أخرى ؟؟؟