TRAVELER
عدد المساهمات : 26 نقاط : 42 تاريخ التسجيل : 06/06/2010 العمر : 41
| موضوع: طائر بلا جناح (الفصل الرابع) الأربعاء يونيو 16, 2010 3:50 pm | |
| (نهر الحقد)
كل من كان يعرف(هيام) , او تعامل معها يوما , لم يتخيل ان يرها على تلك الحالة التى رأوها عليها فى ذلك اليوم , حتى ان احد منهم لم يجرأ على الأقتراب منها او الحديث معها , كانت تبدو كتمثال من الرخام نحت بيد فنان ابدع فى تكوينه بملامح تحمل انفعالات ثائرة تجمع ما بين الغضب والكره والحقد والغيرة والعنف الذى تجلى بوضوح فى عيناها والذى حول ملامحها الجميلة الى ملامح شيطانية , لم يكن عقلها قد استوعب بعد ابتعاد (احمد) عنها ونبذه لها , وهى التى اطلقوا عليها (محطمة القلوب) , لكثرة هؤلاء الذين تلاعبت بقلوبهم بجمالها الساحر وفتنتها الطاغية , ونبذها من اجل من ؟! , فتاة بسيطة لا تصلح حتى كخادمة لها , لقد كان الأمر فى بدايته بالنسبة لها مجرد رهان تثق فى قدرة (احمد) على كسبه ثم العودة اليها مرة اخرى كما يفعل دائما , لكن الأمر اختلف هذه المرة , لم يعد (احمد) كما كان من قبل , لقد لاحظت كما لاحظ الجميع , ذلك التغيير الذى حدث فى شخصيته , فهو لم يعد يهتم سوى بالجلوس الى تلك الفتاة والحديث معها , ذلك الحديث الهامس , الذى يدور فقط بين المحبين , لم يكن ذلك يثير اهتمامها او قلقها فى بداية الأمر , لكنها ومع مرور الوقت , ادركت بحاستها الأنثوية ان الأمر لم يعد مجرد رهان بينه وبين (مراد صقر) , لقد رأته وهو ينظر الى تلك الفتاة تلك النظرة التى أفزعتها , كانت نظرة حب لم ترها فى عيناه من قبل , لكن لا...انها لن تكتفى بالجلوس فى مقاعد المشاهدين , وتتركه ببساطة لفتاة اخرى , لقد اقسمت يوما ان (احمد) اذا لم يكن لها فلن يكون لغيرها , لذا فهى ستهدم المعبد على رؤوس الجميع كما فعلها شمشون يوما , وما ان استقرت تلك الفكرة برأسها حتى وضعتها موضع التنفيذ , وفوجأ الجميع بذلك التمثال الذى كان صامتا ساكنا منذ لحظات يغادر مكانه بحركة عنيفة , متجها الى مكان لا يعلمه سواها , كان كل من حولها يعرف ان هدوئها الظاهر , هو ذلك الهدوء الذى يسبق العاصفة , وانها حتما تخطط لأمر ما , لكن احد منهم لم يعرف وجهتها , ولا ما تنتويه , فيما عدا شخص واحد كان يتابعها بعينى صقر , ويبتسم فى خبث , فقد كان يعلم وجهتها , وماذا تنتوى , كان يعلم ايضا انه فى هذه المرة قد كسب رهانه وعن جدارة.....
***************
فى تلك اللحظة , وفى مكان آخر , كانت تجلس (رانيا) تفكر فى (احمد) , كان مجرد التفكير فيه حتى وهو غائبا عنها , يشعرها بالأمان والسعادة , كم تحبه , لم تدرك ابدا انها يمكن ان تحب يوما , كانت كل اهتمامتها تنحصر فى رعاية ابيها , ومتابعة دراستها والتفوق فيها حتى تسعده , لكنها عندما رأته , احست ان قلبها قد غادرها واستقر بين يديه مستسلما لرقته وحنانه عليها , وحبه لها , لم تكد تصل الى تلك النقطة بتفكيرها , حتى سمعت وقع قدمين يقتربان منها , فالتفت فى سعادة متوقعة رؤيتها له , لكن القادم لم يكن (احمد) , كانت فتاة ذات جمال صارخ , تقترب منها , وعلى ملامحها ترتسم اقصى علامات الكراهية , وسادت بينهما لحظة صمت وكل منهما تتطلع الى الاخرى بمشاعر مختلفة , بالنسبة ل(هيام) كانت تنظر الى تلك الفتاة التى جعلت (احمد) ينبذها , وهى من هى , كان بداخلها نهر من الحقد والغضب ينساب مع دمائها ويجرى فى عروقها مجرى الدم , كانت قد علمت من بعض صديقاتها ان تلك الفتاة تعمل احيانا فى حياكة ثياب بعض الطالبات , وذلك لتوفير بعض نفقاتها الدراسية , كانت تنظر الى (رانيا) نظرة السيدة الى خادمتها , اما (رانيا) فكل ما كانت تشعر به هو الدهشة والحيرة بلا حدود , فمن تلك الفتاة ذات الجمال الباهر والثياب التى تفوح منها رائحة الثراء , ولماذا تنظر اليها بكل تلك الكراهية فى عيناها , ظلت كلتاهما تتأمل الأخرى , حتى قطعت (هيام) حبل الصمت قائلة فى بغض :" اذا فهى انتِ ؟!". ارتبكت (رانيا) وهى تتمتم فى حيرة :"انا؟؟...انا ماذا؟!". اجابتها (هيام) بصوت تمتزج فيه الغيرة بالغضب :"انتِ من يريد سرقة (احمد) منى والاستيلاء عليه. زاد ارتباك (رانيا) وهى تتسائل بلهجة منزعجة :"(احمد)...(احمد) من؟!". اطلقت (هيام) ضحكة عالية وهى تقول بسخرية :"(احمد) ياعزيزتى , ذلك الشاب الذى تجلسين معه كل يوم تتهامسان , ذلك الذى اجاد تمثيل دوره كعاشق ولهان لفتاة لا تصلح حتى كخادمة له , حتى يجعلها تحبه , وهى لا تعلم انها بالنسبة له مجرد رهان من رهاناته العديدة , والتى لم يخسر اى منها حتى الآن". تجمعت الدموع فى عين (رانيا) وهى تغمغم بصوت مخنوق :"انتى كاذبة , لا يمكن ان يفعل (احمد) ذلك , لا يمكن ان يكون من تتحدثين عنه هو ذلك الانسان الذى عرفته وأحببته يوما". اقتربت (هيام) منها وهى تتلذذ برؤية الدموع التى تنهمر من عيناها , قائلة فى ظفر :"يبدو انه قد ربح هذا الرهان ايضا , فدموعك خير دليل على تصديقك له". ثم ضحكت مرة اخرى وهى تستمتع برؤية (رانيا) تنهار امامها , وفجأة انقلبت ملامحها واختفت ضحكتها وهى تقول فى شراسة :"اسمعينى جيدا يا ذات الثياب الرخيصة , اذا كنتى قد تصورتى ان (احمد) قد احبك يوما , فأنتى واهمة تماما , لقد كنتى بالنسبة له مجرد لعبة يلهو بها قليلا , ثم يتركها بعد ان يمل منها , كما فعل مع الكثيرين من قبلك , ثم يعود الينا ليقص علينا قصة تلك البلهاء التى سحرتها الكلمات المعسولة , والنظرات الدافئة , وهى لا تعلم انها جزء من لعبة تنتهى لحظة استسلام قلبها له , ووقوعها فى حبه... ثم صمتت (هيام) قليلا لترى تأثير كلماتها على (رانيا) , وعندما تأكدت من شحوب وجهها , والدموع التى تغرق عيناها , من بلغوها غايتها , التفتت مغادرة المكان , لكنها توقفت فجأة وكأنها تذكرت أمراً ما , فالتفتت مرة اخرى اليها قائلة فى شماتة :"اه , نسيت ان اقول لكى ان (احمد) لم ولن يحب احد سواى انا , وقريبا سأصبح خطيبته , لذا لا اريد منك الأقتراب منه نهائيا , والا...". لم تكن (هيام) فى حاجة لتكمل جملتها , فقد كان التهديد واضحا فى صوتها , و استدارت منصرفة , وقد تركت ورائها قلباً جريحاً يبكى دماً... ***************
عبر (احمد) باب الجامعة , وهو يلقى التحية على حارس الأمن بها , الذى ردها بأستغراب شديد , فلم يكن يتوقع يوما ان يحيه (احمد) بكل تلك السعادة التى تتألق فى ملامحه , كان قد اعتاد عليه متعاليا متكبرا , لا يهتم بالحديث معه الا اذا كان يأمره بالأهتمام بسيارته والحفاظ عليها , اما الآن فهو يسير على قدميه , ويلقى عليه التحية ببساطة جعلت الدهشة تعلو وجهه للحظات , ثم عاد بعد ذلك لمعاودة عمله وكأن الأمر لا يعنيه , اما (احمد) فقد بدا سعيداً كطفل صغير وهو يحمل بيده مجموعة مختلفة من دوواين شعر (نزار قبانى) كان قد اشتراها خصيصا من اجل (رانيا) , كان يعلم انها تحب شعر (نزار) , لأنها كما قالت عنه يوما"أشعر فى بعض قصائده بكلماته تحلق بى بدون أجنحة , الى عالم خاص , تكون فيه الكلمات كالموسيقى العذبة التى تريح النفس وتسمو بها" , لذلك فقد كان يعلم ان تلك المجموعة من الدوواين ستسعدها , وعندما وصل الى تلك الشجرة التى صارت مكان لقاؤهما الدائم , اخفى تلك الدوواين حتى يفاجأها بها , لكن المفاجأة كانت من نصيبه هو , فقد وجدها جالسة تبكى بدموع لم تجف بعد , وهاله ذلك الشحوب الذى يعلو وجهها , لكن اكثر ما آثار قلقه كانت نظرة عيناها اليه , كانت صامتة لكن عيناها كانت تنطق بما يعذبها , هو ايضا جلس امامها صامتا يتأملها , كانت اشبه بزهرة تبكى بدموع من ندى , حاول ان يسألها عما حدث لكنه لم يستطع امام نظرة عيناها التى تلومه على شىء لايفهمه , لكنها لم تتركه كثيرا للحيرة والقلق فقد ابتدرته وهى تتساءل بلهجة تنفطر لها القلوب :"هل كنت بالنسبة لك مجرد رهان يا (احمد) ؟". ادرك (احمد) ان هناك من اخبرها عن رهانه مع (مراد صقر) , وان لم يكن يحتاج الى الكثير من الذكاء ليخمن من هو , ومع ان ذلك قد جعل اعماقه تمتلأ غضبا , الا ان ذلك الغضب لم يظهر على ملامحه وهو يقول فى هدوء وهو ينظر اليها نظرة حانية :"اسمعينى جيدا ياحبيبة قلبى , لن انكر انى كنت فيما مضى انساناً عابثاً لايهتم بمشاعر الآخرين , ولا يقيم لها وزناً , لم اكن اعرف حتى ان بداخلى قلباً يمكنه ان ينبض يوما بحب احد , كان ذلك قبل ان ارى عيناك , لقد حولتنى نظرة رقيقة من عيناك الى انسان آخر , اذابت بدفئهما ذلك الجليد الذى كان يغلف قلبى , ولا تدرين قيمة ذلك الشعور بالنسبة لى , لقد شعرت وربما لأول مرة بسعادة حقيقية تجتاح كل شىء فى , شعرت بها فى قلبى وروحى وكيانى كله , وليست تلك السعادة الزائفة التى كانت تنتابنى حين اكون وسط مجموعة من البشر لا يعرفون شيئا عن معنى الحب الحقيقى الذى عرفته معك". ثم ابتسم وهو يقول فى لهجة ملؤها الحب :"هل ادركت الآن انك لم تكونى بالنسبة لى مجرد رهان , بل كنت ذلك الحب الذى انتظرته طويلا حتى يحيى ذلك القلب الذى اصبح الآن ينبض فقط من اجلك". أطرقت (رانيا) برأسها قليلا , ثم رفعت عيناها اليه قائلة فى تردد :"لكن تلك الفتاة قالت انك انت وهى ستصبحان عما قريب...". صمتت مرة اخرى واختنقت الكلمات فى حلقها مما جعل الدموع تترقرق فى عيناها من جديد , وادرك هو ما تعانيه , فالتقط راحتيها فى يديه قائلا فى رقة :"دعك مما قالت , فهى فتاة مريضة بالنرجسية , تعتقد انها اصبحت محور الكون , وان كل البشر من حولها يدورون فى فلكها , وقد صور لها عقلها المريض اننى قد صرت ملك لها...". ثم مال نحوها قائلاً بلهجة صادقة :"وهو ما لم يحدث ابداً , فقد صار قلبى ملك لأخرى , ملكت عليه جوارحه , بحيث لم يعد يرى سواها حبيبة له فى هذه الدنيا". انهى عبارته وهو يتطلع اليها فى ترقب منتظرا رد فعلها , وابتسم فى سعادة عندما لمح ابتسامة تتألق على شفتيها , وتنتقل الى ملامحها , ليشرق بها وجهها , وكأنه شمس يوم جديد تشرق لتملأ الدنيا من حوله ضياءاً ودفئاً , و... "انظرى...لقد انسيتنى المفاجأة التى احضرتها لك اليوم , والتى اتمنى ان تعجبك". قالها (احمد) وهو يقدم لها مجموعة دوواين (نزار) , والتى ما ان رأتها حتى رأى فى عيناها فرحة كتلك الفرحة التى تراها فى اعين الأطفال حين تفاجأهم بلعبة جديدة , ونظرت اليه وهى تقول فى امتنان :"هل احضرتها خصيصا من اجلى؟". أجابهاوعيناه تتأمل ملامحها الرقيقة :"وهل لى سواك؟". ثم سادت بينهما لحظة صمت وكلاهما يتأمل الآخر فى حب , وتمنت هى ان تدوم تلك اللحظة , لكنه بدا فجأة وكأنه تذكر أمرا ما , وهو ينهض قائلا لها فى رقة :"سأتركك الآن ياحبيبتى , لأنى قد تذكرت أمرا هاما , يجب على القيام به , ثم سأعود اليك ثانية لأعرف رأيك فى تلك الدوواين". ثم استدار منصرفاً , لكنها تشبثت بيداه , وكأنها تخشى الا تراه ثانية , لكنه ربت على يدها قائلاً :"لا تقلقى ياحبيبة قلبى , سأعود اليك قريبا بأذن الله". انقبض قلبها عندما ابتعد عنها فى خطوات سريعة , حتى اختفى عن ناظريها , ولم تدرى لماذا خالجها شعور بأنها لن تراه ثانية...
***************
وهناك على الجانب الآخر , كانت تتعالى ضحكات (هيام) الساخرة , وهى تقص على من حولها كيف نجحت فى إذلال تلك الفتاة التى اعتقدت يوما انها يمكن ان تأخذ (احمد) منها , كيف تمادت فى إيذاء مشاعرها حتى جعلتها تنهار باكية , والغريب ان كل من حولها كان يتفاعل معها وتتعالى ضحكاتهم وكأنهم يستمعون الى رواية هزلية , وليس الى عذاب انسانة لم تجنى اى ذنب سوى انها احبت , لكنهم فجأة تحولت ضحكاتهم الى صمت رهيب , وأمتلئت عيونهم بالخوف والرهبة , وهم يتطلعون الى شىء خلفها , وعندما استدارت لترى ما جعلهم يصمتون , وجدته يصفق بيديه وهو ينظر اليها نظرة جمدت الدماء فى عروقها , كانت ملامحه تعبر عن غضب لا حدود له , وابتدرها (احمد) قائلاً بصوت قوى يمتزج فيه الغضب بالسخرية :"رائع يا عزيزتى , لقد اديتِ دورك ببراعة تحسدين عليها , ولولا ان المسرحية سخيفة , والمشاهدون بلهاء , لكنت استمتعت بالعرض أكثر من ذلك". حاولت (هيام) ان تتكلم لكن صوتها خرج على الرغم منها متلعثما متحشرجا بكلمات لا معنى لها , مما جعل (احمد) يطلق ضحكة عالية وهو يقترب منها حتى اصبح امامها مباشرة , وقال ساخرا وهو يرى الخوف فى عيناها :"ماذا ياعزيزتى ؟..هل انتِ خائفة؟". حاولت مرة اخرى ان تستجمع ارادتها لتقول شيئاً ما , لكن نظرة عيناه كانت تخرسها , كانت ترتجف من اعلى رأسها حتى اخمص قدميها , لم تكن تشعر ابدا بالضعف الا امامه , و... وانتفضت عندما سمعت صوته يعيدها الى عالم الواقع , وهو يقول بلهجة صارمة :"انتى تعرفيننى جيدا يا (هيام) , بل اننى اعتقد انك خير من يعرفنى , ويعرف كيف اتصرف حين اكون غاضباً , لكن ما لا تعرفينه هو ان غضبى هذه المرة سيكون من اجل من أحب , لذا فقد اقسمت ان ادمر كل من تسول له نفسه مجرد الأقتراب منها , او يجعلنى ارى الدموع فى عيناها ثانية...". ثم التفت الى جميع من حولها وعيناه تحمل نظرة أسد ثائر , قائلاً بلهجة ارتجفت لها الدماء فى عروقهم :"وقسمى هذا يشملكم جميعا , فمن يحاول مضايقتها او حتى مجرد الأقتراب منها بعد ذلك , فليعلم انه قد صار خصما ل(احمد زيدان) , وانتم تعلمون جيدا من هو (احمد زيدان)". ثم عاد يلتفت الى (هيام) التى لازلت ترتجف قائلاً فى هدوء مخيف :"أظن انك قد استوعبت الدرس ياعزيزتى , ولن تحتاجى الى تذكيرك بما يمكننى فعله اذا عرفت يوما انك اقتربت فقط من تلك الشجرة التى تجلس بجوارها..." ثم رمق الجميع بنظرة ازدراء قبل ان يستدير منصرفا فى خطوات واثقة , وتابعته (هيام) حتى اختفى عن ناظريها , ثم حدث ما جعل كل من حولها يتطلعون اليها بدهشة شديدة , لقد شاهدوها وربما لأول مرة تبكى بدموع من قهر , وكأنها أحست بدهشتهم فالتفتت اليهم صارخة فى ثورة :"ماذا...؟هل يريد احدكم ان يقول شيئا؟". كانوا جميعا يعلمون ما تعانيه , لذلك فقد فضلوا ان يتركوها حتى تهدأ , فانصرفوا جميعا عنها , اما هى فقد جلست تفكر فيما يمكن ان تفعله لتبعد (احمد) عن تلك الفتاة , على الرغم من تحذيره لها , الا انها لم تعد تبالى ,ثم وثبت تلك الفكرة الى ذهنها , مما جعلها تنهض فجأة وهى تحدث نفسها قائلة :"نعم , هذا هو الحل الوحيد...فليكن ياعزيزى (احمد) , دعنا نرى ماذا ستفعل هذه المرة". واستدارت منصرفة وهى تبتسم فى سخرية , وفى اعماقها عاد ذلك النهر ينساب بداخلها من جديد...نهر الحقد. | |
|